أي دولة تمر في سلسلة من الثورات، أولاً هناك الثورة على الزراعة التي حررت الناس من الارتباط بالأرض، وقد أتاحت لهم الذهاب إلى المدن من أجل البحث عن العمل، ثم تلى ذلك الثورة الصناعية، وقد نشأت المصانع محل الحرف اليدوية، وأخيراً كان هناك الثورة التجارية التي أدت إلى السرعة الهائلة في توزيع وتبادل السلع والخدمات، ومما سبق نجد أن أي نشاط سواء أن كان إنتاجاً أو توزيعاً، أم تبادلاً ويشمل كمية كبيرة من الأعمال المكتبية التي يقوم بها آلاف بل ملايين الموظفين من أجل تسهيل تدفق السلع والخدمات من طرف إلى أخر، ومن أجل ذلك ظهرت الحاجة إلى وضع أسس وقواعد وطرق من تنفيذ الأعمال المكتبية الروتينية، وضرورة تدريب العاملين على كيفية أدائها، ورفع كفايتهم بالتدريب واستخدام الآلات والمعدات المكتبية الحديثة وقد اطلق على هذا النشاط نشاط السكرتارية، وخدمة السكرتارية خدمة مساعدة بدونها لا يمكن لأي منشأة أن تحقق أهدافها، وهناك مستويات عدة لأعمال السكرتارية فمن الصعب وضع مستويات محددة لأعمال السكرتارية لأنها تختلف في الصناعة عنها في التجارة، إن اختراع الآلات والمعدات المكتبية أدت إلى تطور عملية إدارة المكاتب.